تونس, تونس, 17 (UPI) -- قام عدد من أفراد الطاقم الأمني المرافق لوزيرة
الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لتونس بتفتيش الصحافيين
المدعوين لتغطية مؤتمر صحفي لها اليوم الخميس بمقر وزارة الخارجية،
بينما اكتفى الأمن التونسي بمراقبة الوضع.
ولم يكتف أفراد الأمن الأمريكي بهذا الإنتهاك لسيادة تونس داخل وزارة
الخارجية ،وإنما عمدوا إلى إهانة البعض من الصحافيين بإخضاع معداتهم
الالكترونية وكاميرات التصوير إلى تفتيش بواسطة كلب بوليسي،ما أثار
إستياء الجميع،حيث تعالت الأصوات المنددة بمثل هذا الإنتهاك للسيادة
التونسية،وإهانة الصحافيين.
وأمام إرتفاع الأصوات الإحتجاجية،تراجع أفراد الطاقم الأمني الأمريكي
،وفسحوا المجال لأفراد الأمن التونسي ليقوموا بعملية التفتيش،غير أن
إهانة الصحافيين تواصلت بتأخر هيلاري كلينتون عن موعد المؤتمر الصحافي
الذي كان يُفترض عقده في الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.
وإنتظر الصحافيون أكثر من ثلاث ساعات ونصف دون أن تأتي كلينتون ،ومن دون
إبلاغهم ما إذا كان المؤتمر الصحفي قد ألغي أم لا،الأمر الذي دفع
بغالبيتهم إلى مغادرة مقر وزارة الخارجية التونسية.
ورفض مسؤولو الخارجية التونسية تفسير الأمر للصحافيين،في الوقت الذي
إنتشرت فيه إشاعات تقول إن المسؤولين التونسيين طلبوا من كلينتون تغيير
مكان المؤتمر الصحفي لتفادي أي إحتكاك مع العشرات من التونسيين الذين
نظموا مظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية التونسية للتنديد بزيارتها لتونس.
وكانت المظاهرات المنددة بزيارة كلينتون إلى تونس قد تواصلت لليوم الثالث
على التوالي ،حيث تجمع صباح اليوم العشرات من التونسيين أمام المسرح
البلدي بشارع الحبيب بورقيبة رافعين لافتات وشعارات من قبيل"هيلاري
إرحلي"، و"لا للوجود العسكري الأميركي في تونس".
كما تجمع أيضا العشرات منهم أمام مقر وزارة الخارجية التونسية وهتفوا
بشعارات منها"أمريكا إرهابية..هز (إرفع) يديك عن القضية"،و"كلينتون إطلعي
برا...تونس أرضي حرة"، و"شوفوا إرهاب الأمريكان أبو غريب هو البرهان".
يشار إلى أن كلينتون كانت قد وصلت في ساعة متأخرة من مساء أمس إلى
تونس،محطتها الثانية بعد القاهرة في جولتها على عدد من دول المنطقة.
والتقت كلينتون اليوم الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، وئيس الحكومة
المؤقتة الباجي قائد السبسي،و نظيرها المولدي الكافي وممثلين عن تنظيمات
المجتمع المدني.
وتعتبر زيارة كلينتون لتونس الأولى لها منذ رحيل الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي،وهي تأتي
بعد زيارات لعدد من المسؤولين الأميركيين الذين توافدوا على تونس بشكل
لافت ،منهم جيفري فيلتمان،ووليام بيرنز،وعضوا الكونغرس جون ماكين وجوزيف
ليبرمان.
Copyright 2011 United Press International, Inc. (UPI). Any
reproduction, republication, redistribution and/or modification of any
UPI content is expressly prohibited without UPI's prior written
consent.
All rights reserved.
Story ID: 20110317-110652-4766
Published: Mar 17, 2011 at 05:16pm
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire