vendredi 18 février 2011
هل تتحرر تونس من فرنسا ايضا؟!
كل ما يخشاه مؤيدو الثورة التونسية أن تبقى اليد الفرنسية هي العليا في تونس وأن يتكرر السيناريو الجزائري في تونس حيث تغير الرئيس
بن جديد في أوائل تسعينات القرن الماضي وتم الانقلاب عليه من قبل مايسمى حزب فرنسا في الجزائر والاتيان ببوضياف رئيسا شكليا ولكن
عندما أراد الخروج من الدور الذي وضع فيه تم قتله وتم تعيين عدة رؤساء الى ثبت حزب فرنسا على بوتفليقة والذي هدا الحرب الأهلية التي
تسبب بها حزب فرنسا وهذا الحزب هو عبارة عن تكتل يضم أغلبية ضباط الجيش (الوطني) الجزائري وعددا من كبار المنظرين والحزبيين
و(المثقفين) العلمانيين التابعين في كل تحركاتهم لفرنسا والذين أفشلوا حملات التعريب التي قامت بها حكومة بومدين بالمشاركة مع دول
المشرق أمثال مصر وسوريا والأردن و يبدو أن لدينا في تونس حزبا مماثلا وهو يشمل عددا من كبار ضباط الجيش والأمن ومسؤولي
الحزب الدستوري الحاكم (سابقا وحاليا) اضافة الى بعض الأحزاب المعارضة , ان مايزيد شكنا هو شيئان أولا خارجي وهو ان فرنسا لامت
نفسها على التوقع والمساندة الكافية لنظام بن علي ,قالت ذي تايمز إن "الفشل التونسي الذريع"، كما تصفها عناوين الصحف الفرنسية،
هو مع ذلك الأحدث في التاريخ الحديث من الحسابات الخاطئة لباريس عن حلفائها البغيضين. والمعارضة الاشتراكية تشعر بالخجل من
صمت الحكومة المخزي تجاه الثورة. وفي المقابل وقفت الولايات المتحدة إلى جانب المتظاهرين قبل أسبوعين من السقوط. وأشارت
الصحيفة البريطانية إلى أن وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو ماري عرضت الأسبوع الماضي، قبل ثلاثة أيام من فرار بن على،
تقديم مساعدة فرنسية لشرطة مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين. وتطالب بعض وسائل الإعلام باستقالتها، ورغم ذلك ردت أليو ماري
بأن تونس هي باحة فرنسا الخلفية وأن الرئيس أوباما لن ينتفض لمساعدة ثورة في المكسيك.وتبين اليوم أن سفير فرنسا في تونس بيير منة
أبلغ باريس صباح سقوط بن علي أنه أعاد فرض النظام بالبلد. وكان سوء التقدير هذا مذهلا نظرا لتغلغل فرنسا الوثيق بالإدارة التونسية
والمجتمع والاقتصاد.
وعلقت الصحيفة بأن لائمة تأخر استيقاظ فرنسا لا يمكن أن تلقى على فريق ساركوزي وحده. فقد كانت الحكومة تشير دائما إلى أن الرؤساء
المتعاقبين من اليمين واليسار كانوا يدافعون عن حاكم تونس الذي رأوا فيه مصدرا للاستقرار وحصنا واقيا من خطر الإسلاميين.
وقالت أيضا إن المجال الرئيسي للتباين بين (مبادئ فرنسا العليا ) وممارستها كانت الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، حيث ساندت باريس
منذ زمن طويل الأنظمة الفاسدة هناك باسم المصلحة العليا للدولة.
اذا وكما نرى فان فرنسا غير راضية بل مندهشة لسرعة الأحداث في تونس وعدم توقعها الاطاحة بالرئيس بهذه البساطة وفي نفس الوقت
فان فرنسا لن تسكت ولن تترك شعب كان تستعمره يعيش حرية لاتريدها وأكرر المثال الجزائري كان واضحا لدرجة أن فرنسوا ميتران
فكر بعد فوز جبهة الانقاذ الاسلامية بالانتخابات في الجزائر بأن يعيد احتلالها !! وياليته قام بهذا الفعل الجنوني ليرى حجم الدرس الذي كان
سوف يلقنه لهم الجزائريون الأحرار .
المشكلة ليست في الحل العسكري ولكن في التغلغل الثقافي والاقتصادي داخل المجتمع التونسي والجزائري والمغربي والموريتاني الى درجة
جعلت الكثيرين خصوصا من أبناء الجزائر يظنون ان فرنسا هي جنة الله على أرضه وأنه ليس عليه أن يعمل أوينتج شيئا في بلاده بل عليه
أن يضع هدفا واحدا نصب عينيه وهو السفر الى فرنسا ولو سباحة وأن اتقان الفرنسية هو الأساس ولاداع لاتقان العربية فاتقانها حسب
مااقتنعوا به هو بطر زائد بينما الأساس هو اللغة الفرنسية ؟!
هذا فضلا عن تغلل المتفرنسين أو الفرانكوفونيين في دوائر الحكومات المغاربية ومنعهم لأي تواصل مع المشرق العربي حيث يوجد في
الجزائر مسؤول في وزارة التعليم العالي يرفض ويحتقر أي خريج من جامعة عربية ويحتال بكل ماأوتى من قوة الى أن لايتم الاعتراف بشهاداته وبالتالي القضاء على مستقبل ذلك الخريج الذي أنفق سنوات من عمره وغربة عن أهله في سبيل تحصيل تلك الشهادة ولكن معنى تصرف وزارة
التعليم الجزائرية هو أن عليك أن تأتي بشهادة فرنسية أو بلجيكية لنعترف بك ونركع لشهاداتك أما الشهادات العربية فهي لاتساوى الورق الذي
طبعت به !
المتفرنسون أيضا يأخذون أو يتقمصون الشخصية الفرنسية فكلامهم ومنهجم صحيح وكل ماعداه باطل وقد لاحظت هذا حتى في منهجية البحث
لديهم فكل تقسيم لبحث لايتبع المنهجية الديكارتية فهو مرفوض لديهم !
مع الأسف بدك انعكاسات هذا في الأداء الحكومي الذي حاول تأجيل عودة رئيس حزب النهضة وكذلك تهجم الأمينة العامة للحزب التقدمي في
تونس على حركة النهضة وخطابها الاقصائي لهم حتى قبل عودتهم !
الأخوة التوانسة والجزائريين والمغاربة لن تنجح ثوراتكم نجاحا تاما حتى تتخلصوا من داعم تلك الأنظمة وهو الاستعمار الفرنسي الذي عشش
في عقول الكثيرين منكم ,
فمن الناحية الاقتصادية فرنسا دولة مهترئة تعيش على نهب ثروات الشعوب من حيث تعيين حكام موالين لها ينهبون البلاد ويقدمونها لقمة سائغة
لهم سواء من حيث المشاريع أو ايداع الأموال في البنوك الفرنسية وفرنسا تريدكم عمال بربع الأجور العادية وتعاملكم معاملة سيئة وبالمناسبة
حتى لو وجدت عملا لديهم فان راتبه أقل من الرواتب في دول الخليج ! كما أن الصناعات الفرنسية في الوقت الحالي فاشلة وغير منافسة حتى
صناعاتها القديمة كالسيارات اما باعتها أو ان تقدم نوعية سيئة هذا فضلا عن تعاسة باقي الصناعات لديها الالكترونيات والكهربائيات بل حتى
صناعة الأزياء سبقتها اليها ايطاليا وأمريكا.
من الناحية الثقافية فأنتم تعلمون أن اللغة الفرنسية ليس مهمة خارج دول المتوسط وجزء من أوروبا وبعض دول افريقيا المستعمرة لكنها
ليست مهمة لا في دول الخليج ولا شرق آسيا ولا شرق أوروبا ولا القارة الأمريكية فأرجو أن تزيلوا هذا الوهم من رؤوسكم ....
والا فاننا سوف نضطر للقول آسفين بعد فترة .وكأنك ياسيدي بوزيد ماغزيت!
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire