
حدث السيد محمد الغنوشي الوزير الأول عن وجود مخاطر حقيقية تهدد البلاد، وكشف أن ما حدث في سيدي بوزيد والكاف وقبلي والتعامل مع السلط الجهوية لم يكن تلقائيا والأبحاث جارية للتعرف على المتسبب فيها، وتساءل:"من له مصلحة لإرباك الحكومة وإفشال برنامجها لتحقيق الانتقال الديمقراطي؟". وأشار في سياق متصل "نعرف من يريد ان يستفيد من ارباك الحكومة وتعرفون الجواب".
وقال « ربما تسرعنا لعدم اتخاذ احتياطات كافية لتشريك كل الأطراف لكن ما يزيدنا حيرة الانفجار الاجتماعي الذي زاد في ارباك الحكومة واصحاب المؤسسات»، مضيفا أن حالة الفوضى هي "أكبر هدية نعطيها لمن يريدون ارجاعنا الى نقطة الصفر." حسب قوله.
وأوضح الغنوشي هم الحكومة الوحيد فتح الملفات واطلاق الاستثمارات، لكنها أصبحت مطالبة بتحقيق مطالب اجتماعية مثل التشغيل والترفيع في الأجور هي مطالب مشروعة لكن من الصعب تجسميها دفعة واحدة وحينيا.
وقال «ليس لنا عصا سحرية او رصيد كاف من المدخرات..بلادنا موردة للبترول، والمشاريع الكبرى انجزت بقروض، راس مال بلادنا الأساسي في مواردها البشرية.
وبين أن الفترة الجديدة مبنية على العدل والانصات لكن يجب التعرف على المشاكل ودرسها وتوجيهها حسب المرحلية بكيفية تراعي قدرة البلاد على الاستثمار والتداين..
قال السيد محمد الغنوشي الوزير الأول أن المهم في هذه المرحلة هو في كيفية تحويل ثورة الكرامة والحرية إلى ثورة التقدم والإبداع، وقال " الإنسان اذا تحرر تصبح قدرته دون حدود"
وقال الغنوشي أن عدة ثورات حصلت في التاريخ تبعتها محاسبة وارهاب ودكتاتورية اشد واعنف من النظام الأول على غرار الثورة الفرنسية والبلشفية وغيرها..
وشدد قائلا « وفاء للشهداء ولتاريخنا، يجب تجسيم الحرية والكرامة قبل الخبز فعلا»، واعترف بأن الحكومة المؤقتة قامت ببعض الأخطاء، وقال «لم نكن متهيئين لهذه المرحلة ولم تتعرف الحكومة المؤقتة بدقة على متطلبات المرحلة، ربما سرّعنا في بعض القرارات بسبب هاجس الأمن، المهم أن لا نتمادى وأن نصبح الخطأ، فالنية كانت دائما خدمة البلاد .."
وأكد الغنوشي أن نقاط ضعف الحالية هي التنمية الجهوية والتشغيل مفيدا أن رقم العاطلين عن العمل هو فعلا 500 الف عاطل عن العمل منهم 140 ألف عاطل من حاملي الشهادات العليا.
وكشف الوزير الأول أن الحكومة المؤقتة يمكنها في فترة معقولة أن تحقق عدة مطالب اذا أظهرنا للخارج الوعي اللازم وعدل البعض عن تنفيذ اضرابات في هذا الظرف وفاء لمبادئ الثورة، وطالب بوجود حد أدنى من التضامن على حد تعبيره. وقال "علينا اقتسام الغذاء والتضامن لتجاوز المرحلة الصعبة"
وشدد بقوله "بكل صدق واخلاص نستطيع أن نرجع البلاد لوضعها العادي إذا عمل عمل الكل بمسؤولية وحققنا المصالحة واخذت العدالة كلمتها لمن اذنب وافسد..اتهاماتنا لبعضنا البعض ستدخلنا في حلقة مفرغة ودوامة"..
وأكد الغنوشي على ضرورة أن يرجع الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها مشيرا إلى احتراق عدة معامل بفعل فاعل، وتضرر حرفيين وتجار صغار وبضائع نهبت من مخازنها..وقال «يجب عدم اعطاء فرصة للأقلية التي تريد مصادرة الثورة». مشيرا إلى أن اللجان الثلاث بدات تعمل والحكومة تحرص على توفير ضمانات لتشريك جميع الأطراف فيها.
وفي إشارة إلى القطع مع النظام السابق « انتهى عهد اقرّ وأسدى وأذن اليوم القرارات تصدر وتتخذ جماعيا حتى كتاب الدولة يشاركون في المجالس الوزارية وهناك خلايا للاستماع للاقتراحات والآراء». مضيفا « لا نريد ابراز الايجابيات كفانا مجاملة.. اليوم ضروري ان ننجح لأن نجاحنا سيرجعنا إلى مجد قرطاج الذي يعود إلى 3 آلاف سنة خلت من تاريخنا التي اعطت اول قانون دستوري في العالم، مسؤولياتنا تتجاوز أشخاصنا لتشمل اولادنا والجيل القادم حتى يتكلموا بفخر عن نجاح ثورة 14 جانفي 2011
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire